السلسلة الرابعة لهذا الموضوع ..
وعن بياع السابري قال : قلت لأبي عبد الله : إن لي في النظرة في النجوم لذة ، وهي معيبة عند الناس ، فإن كان فيها إثم تركت ذلك وإن لم يكن فيها إثم فإن لي فيها لذة ، قال : فقال ( عليه السلام ) : تعد الطوالع قلت : نعم ، فعددتها له فقال : كم تسقي الشمس القمر من نورها ؟ قلت : هذا شيء لم أسمعه قط ، قال : وكم تسقي الزهرة الشمس من نورها ؟ قلت : ولا هذا ، قال : فكم تسقي الشمس من اللوح المحفوظ من نوره ؟ قلت : وهذا شيء ما أسمعه قط ، قال فقال : هذا شيء إذا علمه الرجل عرف أوسط قصبته في الأجمة ، ثم قال ليس يعلم النجوم إلا أهل بيت من قريش وأهل بيت من الهند .
وعن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال له مرحبا ً يا سعد فقال له الرجل بهذا الإسم سمتني أمي وما أقل من يعرفني به فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) صدقت يا سعد المولى ، فقال الرجل : جُعلت فداك بهذا كنت ألقب ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لا خير في اللقب إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه { ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان } ، ما صناعتك ياسعد ؟ فقال : جُعلت فداك أنا من أهل بيت ننظر في النجوم ، لا يقال إن باليمن أحدا ً أعلم بالنجوم منا ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : فكم ضوء المشتري على ضوء القمر درجة ؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : صدقت ، فكم ضوء المشرتي على ضوء عطارد درجة ؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) صدقت ، فما إسم النجم الذي إذا طلع هاجت الإبل ؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) صدقت ، فما إسم النجم الذي إذا طلع هاجت البقر ؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) صدقت ، فما إسم النجم الذي إذا طلع هاجت الكلاب ؟ فقال اليماني : لا أدري فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) صدقت في قولك لا أدري ، فما زحل عندكم في النجوم ؟ فقال اليماني : نجم نحس ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لا تقل هذا فإنه نجم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو نجم الأوصياء ( عليهم السلام ) وهو النجم الثاقب الذي قال الله في كتابه ، فقال اليماني : فما معنى الثاقب ؟ فقال : إن مطلعه في السماء السابعة فإنه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا فمن ثم سماه الله النجم الثاقب .
وعن هشام الخفاف قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : كيف بصرك بالنجوم قال قلت : ماخلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني ، فقال : كيف دوران الفلك عندكم ؟ قال : فأخذت قلنسوتي من رأسي فأدرتها ، قال فقال لي : إن كان الأمر على ما تقول فما بال بنات النعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما ً من الدهل في القبلة ، قال قلت : هذا والله شيء لا أعرفه ولا سمعنا أحدا ً من أهل الحساب يذكره ، فقال لي : كم السكينة من الزهرة جزءا ً في ضوئها ، قال قلت : هذا والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا ً من الناس يذكره ، قال : سبحان الله فأسقطتم نجما ً بأسره فعلى ما تحسبون ، ثم قال : فكم الزهرة من القمر جزءا ً في ضوئه ، قال قلت : هذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل ، قال : فكم القمر جزءا ً من الشمس في ضوئها ؟ قال قلت : ما أعرف هذا ، قال : صدقت ، ثم قال : فما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب وفي هذا حاسب ، فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ، ويحسب هذا لصاحبه بالظفر ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر فأين كانت النجوم ، قال فقلت : لا والله ما أعلم ذلك ، قال فقال : صدقت إن أصل الحساب حق ، ولكن لا يعلم ذلك إلا من علم مواليد الخلق كليهم .