[size=12][size=24]
[size=12]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إليكم السلسلة الثانية لهذا الموضوع المتواضع ..
وعنه ( عليه السلام ) في حديث المفضل : قال : فإن قال قائل ولم صار بعض النجوم راتبا ً وبعضها ً متنقلا ً ، قلنا : إنها لو كانت راتبة لبطلت الدلالات التي يستدل بها من تنقل المتنقلة ومسيرها في كل برج من البروج ، كما قد يستدل على أشياء مما يحدث في العالم بتنقل الشمس والنجوم في منازلها ، ولو كانت كلها متنقلة لم يكن لمسيرها منازل تعرف ولا رسم يوقف عليه .
وعن أبي بصير قال : رأيت رجلا ً يسأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن النجوم فلما خرج من عنده قلت له : هذا علم له أصل ؟ قال : نعم .
وعنه ( عليه السلام ) : قال : إن الله تبارك وتعالى خلق روح القدس ، ولم يخلق خلقا ً أقرب إليها منها ، وليست بأكرم خلقه عليه ، فإذا أراد أمرا ً ألقاه إليها ، فألقاه إلى النجوم فجرت به .
وقال هارون الرشيد مخاطبا ً الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) الناس ينسبونكم يابني فاطمة إلى علم النجوم ، وفقهاء العامة يقولون : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا ذُكِر أصحابي فاسكتوا ، وإذا ذُكِر القدر فاسكتوا ، وإذا ذُكِر النجوم فاسكتوا .
وعلي كان أعلم الخلائق بالنجوم وأولاده وذريته كانوا عارفين بها فأجابه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بالقول : هذا الحديث ضعيف ، واسناده مطعون فيه ، والله تعالى مدح النجوم فلولا أن النجو صحيحة ما مدحها الله ، والأنبياء كانوا عالمين بها ، قال تعالى في سورة الأنعام { وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين } ، وقال : { وفنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم } ، فلو لم يكن عالما ً بالنجوم ما نظر فيها ، ولا قال إني سقيم وإدريس كان أعلم أهل زمانه بالنجوم ، والله أقسم بمواقع النجوم وقال : { فالمدبرات أمرا ً } ، يعني بذلك إثني عشر برجا ً ، وسبع سيارات ، وبعد علم القرآن ، لا يكون أشرف من علم النجوم ، وهو علم الأنبياء والأوصياء الذين قال فيهم : { وعلامات وبالنجم هم يهتدون } ، ونحن نعرف هذا العلم وما ننكره .
وأن نبوة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ( على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والسلام ) قد دل عليها عموما ً أخبار المنجمون ، وإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذكر مولده الشريف بمقتضى علم النجوم فقال : ولدت بالسماك .
وهناك الكثير من الروايات تنهى عن بعض الأعمال في أوقات معينة وذلك لتأثير النجوم والكواكب تأثيرا ً سلبيا ً فيها ، فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من سافر أو تزوج في العقرب لم ير َ الحسنى .
وعن الإمام الرضا ( عليه السلام ) فيما قال في حديث : إعلم أن جماعهن والقمر في برج والحمل والدلو من البروج أفضل وخير من ذلك أن يكون في برج الثور لكونه شرف القمر ، وفي حرز الإمام الجواد ( عليه السلام ) قال : من شروط كتابة الحرز ، وينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب .
ومن المكارم في حديث أنه نهى عن الحجامة في الأربعاء إذا كانت الشمس في العقرب .
وعن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : من تزوج في محاق الشهر فاليسلم لسقط الولد .
وروي أن رجلا ً قال لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إني أريد الخروج في تجارة لي وذلك في محاق الشهر فقال له : أتريد أن يمحق الله تجارتك ، تستقبل هلال الشهر بالخروج .
فنقول بعد هذا الإثبات بلا إطناب ممل ولا إيجاز مخل ، إن حركة النجوم مرتبطة بالأرض إرتباط تعلُّق ، بمعنى أنها والأرض وماعليها كالجسد الواحد فكل ما يحدث فيها تداعا له ما يناسبه في الأرض ، وسيران النجوم يحكي مسيرة حياة الإنسان في الأرض ، وفي حساب درجاتها ومنازلها ومعرفة خواصها ممكن إكتشاف ما يحدث في المستقبل والحاضر ، وهو ما يسمى بعلم التنجيم ، ولكن دلت التجربة والرواية أن الإحاطة بعلم التنجيم وفهم جميع حيثياته متعذر ومحال لأن معرفة طبائع البروج والكواكب وأمزجتها لا يحصل إلا بالتجربة أو بواسطة القوة الباصرة ولا إرتياب في أنهما قاصرات من تحصيل ذلك المطلوب . فحصولها بالتجربة باطل وذلك لأن أقل ما لا بد منه في التجربة أن يحصل ذلك الشيء على حالة واحدة مرتين وهذا متعذر لأن الفلك إذا وقع على شكل معين فإنه لا يعود إلى مثل ذلك الشكل إلا بعد ألوف السنين ومعلوم أن الأعمار لا تفي بذلك والتواريخ التي تضبط هذه المدة لا يتصل بعضها ببعض ، فإذا ً لا سبيل إلى معرفة هذه الأحوال من جهة التجربة .
[/size][/size][/size]