اللهمّ ارزقني فهم النبيّين وحفظ المرسلين وإلهام الملائكة المقرّبين ، آمين يا ربّ العالمين).
أهمّ العلوم الغريبة
وإليكم جملة من العلوم الغريبة حسب الحروف الهجائية ، فمنها :
1 ـ علم الإخفاء :
يعرف منه كيفية إخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ، وله دعوات وعزائم.
ويقال : ذلك لا يمكن إلاّ بالولاية بطريق خرق العادة ، لا بمباشرة أسباب يترتّب عليها ذلك عادة.
2 ـ علم الأدعية والأوراد :
يبحث فيه عن الأدعية المأثورة والأوراد المشهورة ، بتصحيحهما وضبطهما وتصحيح روايتهما ، وبيان خواصّهما ، وعدد تكرارهما ، وأوقات قراءتهما وشرائطهما.
وقيل في فضل الأذكار : بع الدار واشترِ الأذكار.
والغرض من هذا العلم معرفة تلك الأدعية والأوراد على الوجه المذكور لينال باستعمالهما الفوائد الدينية والدنيويّة.
ولا يخفى أنّ الإسلام قد اهتمّ بالدعاء غاية الاهتمام ، حتّى صار بمنزلة القرآن الصاعد ، وأنّ الله سبحانه لا يعبأ بالعبد لولا دعاءه ، وأ نّه سلاح وصلاح وفلاح ، وأ نّه يردّ القضاء المبرم.
فإنّ الكون الوسيع يسوده قانون العلّية ، فإنّ قانون لكلّ علّة معلول ولكلّ معلول علّة حاكمٌ على هذا الكون ، ولا بدّ من السنخيّة بينهما ، فإنّها علّة الانضمام بين العلّة والمعلول ، وقد جعل الله سبحانه الدعاء والأذكار والأوراد من العلل الحاكمة على كثير من المعلولات ، حتّى أنّ الدعاء يدفع ويردّ القضاء الذي اُبرم في لوح المحو والإثبات برماً ، كما يبرم الحبل ، وإذا قضى الله شيئاً فإنّه لا يتغيّر إلاّ بإذنه ، فإذا قضى بموت زيد باعتبار أجله المعلّق في يوم خاصّ فإنّه لا يتغيّر إلاّ بإذنه ، وقد جعل من قضائه الحاكم على ذلك القضاء الأوّل ، أ نّه إذا دعا أو تصدّق أو توسّل أو وصل رحمه وغير ذلك من أفعال الخير متقرّباً بذلك إلى الله سبحانه ، فإنّه يدفع أجله المعلّق حتّى يصل إلى الأجل المحتّم الذي ((فَإذَا جَاءَ أجَلُهُمْ لا يَسْتَأخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)[9].
وللإنسان آجال معلّقة ومحطّات موتيّة طيلة حياته حتّى يصل إلى أجله المحتّم ، فإذا فعل مثل الدعاء ، فإنّه يردّ الأجل المبرم المؤجّل إلى قضاء آخر ، وإلاّ فإنّه يصاب بأجله الأوّل فيموت ، وهذا كلّه من قضاء الله في اُمّ الكتاب وفي لوح المحو والإثبات.
وما أكثر النصوص الدينيّة من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تنصّ على عظمة الدعاء ومقامه الشامخ في حياة الإنسان ، وبالدعاء تنال الحاجات وتكفى المهمّات.
والدعاء مستجاب لو كان بآدابه وشرائطه ، وكان الداعي عاملا ومخلصاً لله سبحانه.
والأدعية والأوراد كثيرة جدّاً ، أذكر لكم بعض النماذج مع آثارها الدنيوية والاُخروية :
1 ـ من كتب آية الكرسي بزمزم وزعفران على كفّه الأيمن ، ثمّ لطعه بلسانه ، يفعل ذلك سبع مرّات ، فإنّه يزيد في قوّة الحافظة.
2 ـ ولزيادة الرزق : من قرأ لمدّة أربعين يوم في كلّ يوم سبعة وعشرين مرّة بعد صلاة الصبح مباشرة ـ وقيل : بعد كلّ صلاة ـ هذه الآية الشريفة : ((إنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَـتِينُ)[10].
3 ـ لزيادة الرزق أيضاً : يقرأ ((وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَـيْثُ لا يَحْتَسِبُ)[11] أربعين يوماً في كلّ يوم مائة وخمسين مرّة ، وإذا بلغ الأربعين يوم قرأها مائة وسبعين مرّة.
4 ـ لقضاء الدين : بعد كلّ صلاة يومية ـ وقيل : بعد صلاة الصبح ـ 110 مرّة يقول : (اللهمّ اغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمّن سواك).
5 ـ وأيضاً لدفع الدين ، تقول بعد صلاة الصبح : (توكّلت على الحيّ الذي لا يموت ، والحمد لله الذي لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذلّ وكبّره تكبيراً ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من البؤس والفقر ومن غلبة الدين والسقم ، وأسألك أن تعينني على أداء حقّك إليك وإلى الناس).