كتب المحامي المتمرن حسام الدين الجاسم:
المحامون ثلاثة:
وقف رجل يسال ثلاثة محامين يعملون في المهنة ماذا تفعلون يا سادة:
أجاب الأول: المحاماة مهنتي أتعامل مع أوراقها0
أجاب الثاني: المحاماة صفتي اعمل في حصنها0
أجاب الثالث: المحاماة رسالتي غايتي تحقيقها0
هؤلاء المحامون الثلاثة يمارسون العمل الواحد ويعمل كل واحد منهم
ما يعمله الآخر مع فرق بسيط هو الإحساس المرافق للعمل؟
الأول هو المحامي الذي يجمع الكلمة ويعمل على بيعها ولايهمه من المحاماة غير الكسب فيها
والثاني هو المحامي الذي يجمع العلم ويعمل على تحقيقه ولايهمه من المحاماة غير بلوغ مراميها
والثالث هو المحامي الذي يجمع الفضائل ويعمل على نشرها ولا يهمه من المحاماة غير تحقيق أروع ما فيها
جميل أن يحصل المحامي في عمله على الأتعاب والأجمل من ذلك أن يجد نفسه موضع تقدير واعجاب واجمل الاثنين أن يسمو في عمله إلى ما لا حساب
والمحامي في الأوضاع الثلاثة حامل للميزان فالمحامي الذي ميزانه المال همه الثراء والمحامي الذي ميزانه العلم هدفه الارتقاء والمحامي الذي ميزانه الحق والعروبة شامخ هو شموخ العلياء فمن كان ميزانه من نحاس كان رنينه أياما ومن كان ميزانه من فضة كان لمعانه زمانا ومن كان ميزانه من ذهب كان شعاعه خالدا
أن كلا منا يعمل في الحياة ولكن عملنا يختلف من شخص إلى آخر لا من حيث نوع وطبيعة العمل فحسب ولكن من حيث القصد والغاية
فينا من يعمل لتامين لقمة العيش وعمله بالضرورة من اجل البقاء وفينا من يعمل لإشباع رغباته وعمله بالعقل والساعد من اجل الرخاء وفينا من يعمل لخير الإنسانية وعمله بالقلب والروح حبا ووفاء ولكل عمل قدره فان الذي يعمل ليأكل له قدر الطعام وان الذي يعمل لارضاء ذاته له قدر هذه الذات وان الذي يعمل لنصرة الحق والعروبة له حب العالم وعمله لا يقدر بثمن0
فأين نحن من هؤلاء الثلاثة؟
وإذا كان الجواب صعبا فان في الأمل الرجاء0لقد قيل في المحاماة الشي الكثير ولم يقل فيها أنها من آلهة المعابد فمن جاء إلى معبدها يصلي عليه أن يومن برسالتها ولبس لها ثوب الكهان