الفرق بين شريعة حمورابي و الديانة الزرادشتية:
اعداد و تقديم : مموجان
حمورابي:
حكم حمورابي بابل بين عامي 1792 - 1750 ق . م وكانت البلاد دويلات منقسمة تتنازع السلطة ،فوحدها مكونا إمبراطورية ضمت كل العراق والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط وبلاد عيلام ومناطق أخرى. وكان حمورابي شخصية عسكرية لها القدرة الادارية والتنظيمية والعسكرية. ومسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود والمحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس ، تعتبر أقدم وأشمل القوانين في وادي الرافدين بل والعالم. وتحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة. فيها تنظيما لكل مجالات الحياة وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الافراد وحقوقهم في المجتمع ، كل حسب وظيفته ومسؤوليته. بعد وفاة حمورابي تولى الحكم خمسة ملوك أخرهم "سمسو ديتانا" الذي هاجم الحيثيون البلاد في زمنه في عام 1594 ق. م واحتلوها ، وخربوا العاصمة ونهبوا كنوزها بعدها رجعوا الى جبال طوروس .
وُجدت شريعة حمورابي في عام 1700 قبل الميلاد لتكون من أوائل الأنظمة المكونة من مجموعة من القوانين في تاريخ البشر، وإحدى أفضل الأمثلة المحفوظة لمثل هذا النوع من الوثائق لبلاد ما بين الرافدين. ومن مجموعات القوانين والتشريعات تتضمن مخطوطة أور-نامو، ومخطوطة إشنونا، ومخطوطة لبت-إشتار ملك آيسن.
وهي توضح قوانين وسنن وعقوبات من يخترق القانون. ولقد ركزت على السرقة، والزراعة (أو رعاية الأغنام)، وإتلاف الممتلكات، وحقوق المرأة، وحقوق الأطفال، وحقوق العبيد، والقتل، والموت، والإصابات. وتختلف العقوبات على حسب الطبقة التي ينحدر منها المنتهك لإحدى القوانين والضحية. ولا تقبل هذه القوانين الاعتذار، أو توضيحٍ للأخطاء إذا ما وقعت. ولقد فتح المجال أمام الجميع لرؤية هذه التشريعات الجديدة كي لا يتم التذرع بجهل القوانين كعذر. وعلى كلٍ، فلم يوجد إلا القلة من القادرين على القراءة إبان تلك الحقبة التاريخية.
ولقد خطرت فكرة سن هذه الشريعة الجديدة لحمورابي عندما شعر بوجوب إيجاد هذه الشريعة لإرضاء الآلهة. وعلى العكس من بقية ملوك تلك الفترة، فلم يزعم حمورابي أنه سليل آلهة وذا ذاتٍ إلهية، إلا أنه وصف نفسه بخليل الآلهة. وفي الجزء العلوي من العمود ظهر حمورابي أمام عرش إله الشمس شمش.
الديانة الزرادشتية:
- ولد زرادشت بين سنة 590-599 ق.م في اذربيجان و لما بلغ الثرثين من العمر هجر وطنه و اعتزل الناس و انزوى عنهم في كهوف الجبل بحثاً عن الرجل الحكيم حيث أقام عشر سنوات مفكراً و قد نزل عليه الوحي و هو في الاربعين من العمر و تجلى له نور (آهورمزداا) يملأ السماء و شعر بأنه مدعو لهداية البشر الى تعاليم ربه (آهورمزداا) و عبادته و ترك غيره من الالهة و ادعى أن روح القدس أخذته الى حضرة (آهورمزدا) حيث لقنته التعاليم ون الارشادات الدينية و مبادئ دعوته و قد أدرك زرادشت مثل غيره فكرة وحدة الله و لكنه جوبه بمشكلة التوفيق بين العظمة المطلقة للشخصية الالهية الواحدة التي تنثل فيها العدالة و بين وجود الشر في العالم لذا افترض وجود روحين احاهمكا روح الخير و الحياة الاخرى روح الشر و الفناء تمثلان في شخص (أهريمن)الشريرو القوتين تعملان كضدين لا يخرجان عن سلطان آهورمزدا أي أن الزرادشتية تقضي بوجود إله واحد أعظم يسيطر على الخير و الشر و وضع زرادشت تعاليمه على شكل قصائد شعرية في كتاب سماه (آفستا؟) و لافستا يسمى (زند) و الزرادشتية تؤمن بيوم الاخرة و تصلي عدة مرات في اليوم و لها صيام و شعارها هو (الفكر الصالح و العمل الصالح و القول الصالح) و قد قتل النبي زرادشت على يد أحد الاتراك الطورانيين في احدى الغارات التي قامت به شعوب آسيا الوسطى مع الحدود الشرقية لايران عندما كان يصلي في معبده و قد بلغ الثمانين من العمر
- الفرق بين قوانين حمورابي و الديانة الزرادشتية:
1. شعار حمورابي كان (العين بالعين و السن بالسن و البادي أظلم)-أما شعار الزرادشتية فكان (الفكر الصالح و العمل الصالح و القول الصالح) و كان يدعوا الى التسامح بين البشر
2. فلم يكن يسوّغ للرجل أن يكون له سوى إمرأة واحدة شرعيّة-كان الزرادشتية تنادي بتعدد الزوجات ليكثر النسل و يزداد عدد الجيوش المتحاربة في سبيل النور
3. لقد خطرت فكرة سن هذه الشريعة الجديدة لحمورابي عندما شعر بوجوب إيجاد هذه الشريعة لإرضاء الآلهة وقد وصف نفسه بخليل الآلهة- أما زرادشت فهو نبي من عند الله وله كتاب مقدس منزل من عند الله و ادعى أن روح القدس أخذته الى حضرة (آهورمزدا) حيث لقنته التعاليم و الارشادات الدينية و مبادئ دعوته
- من بعض الطقوس الدينية الزرادشتية أن يشد الرجل البالغ حبلا مقدسا على وسطه و تقض التعاليم أن يبقى هذا الحبل مشدودا حول وسط المتدين طول حياته و عند حل العقد على الفرد أن يغسل وجهه و يديه قبل أن يلمس الحبل و يؤخذ دعاء خاص بذلك و كان شد الحبل يسمى ب (رسته) ، كما كان ليهم معتقد بلف حبل اسود من شعر الماعز سبع مرات حول المولود الجديد ووضع الالات الحديدية تحت فراشه ، هذا و الفرق واضح و جلي بين قوانين حورابي و شريعته و بين زرادشت و الشريعة المنزلة من عند ربه(آهورمزدا) كما ان شريعة حورابي يتصف بالقساوة و الشدة أما شريعة زرادشت فكان يدعوا الى تحقيق العدالة و التسامح بين البشر.